"تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في
أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية
وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع
قرّائه"
■ ما الذي يشغلك
هذه الأيام؟
- إعداد قصائد كتبتها مؤخراً للنشر.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك
القادم؟
- بالعربية صدر لي عن منشورات ضفاف،
في بيروت، ولله الحمد، المجلد السادس
من أعمالي الشعرية الكاملة. وهو يضمّ
خمساً من مجاميعي الشعرية التي لم
تُنشر من قبل، وهي: "شخصيات حروفية"،
"وكان له حرف"، "قال لي حرفي"، "فتنة
الحرف"، و"حرف من شمس". وبالإنكليزية
صدرت لي في أستراليا حيث أقيم مجموعتي
"حياتي، حياتي!" لتضمّ أربعين قصيدة
اخترتها من شعري وترجمتها بنفسي إلى
الإنكليزية.
■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- الحمد لله أنا راضٍ عن نتاجي الشعري
وسعيد به، لأنني،
رسمتُ فيه مساراً شعرياً خاصاً بي،
فكان مسار الشعرية الحروفية الصوفية
حتى صار الحرف عندي كينونة
متعددة الرموز والمستويات كالمستوى
الدلالي، القناعي، الطفولي، الترميزي،
التشكيلي، الأسطوري، الروحي، الخارقي،
السحري، الطلسمي، التراثي، الإيقاعي.
وقد بدأتُ ذلك منذ مجموعتي الأولى:
"تفاصيل" 1976،
وواصلته
بإصرارٍ ومثابرةٍ وتحدٍّ عبر 25
مجموعة شعرية، مثل "نون"، "النقطة"،
"شجرة الحروف"، "الحرف والغراب"،
"مواقف الألف"، "في مرآة الحرف"، "حرف
من ماء"، كما أصدرت المجلّدات الستة
من أعمالي الشّعريّة الكاملة. كذلك
تُرجمتْ أعمالي إلى الفرنسية
والإيطاليّة والإنكليزيّة والأورديّة
والإسبانيّة والفارسيّة والكرديّة.
ونلت جائزة الإبداع عام 1999.
مثلما
اخْتِيرَتْ قصائدي ضمن أفضل القصائد
الأستراليّة المكتوبة بالإنكليزيّة
عاميّ 2007 و 2012 على التوالي.
ومن
نِعَم الله عليّ كذلك أن صدر 13
كتاباً نقديّاً عن تجربتي، مع عدد
كبير من الدراسات النقديّة والمقالات،
ونُوقشت الكثير من رسائل الماجستير
والدكتوراه عنها في العراق والجزائر
والمغرب وتونس وإيران والهند.
■ لو قيّض لكِ البدء من جديد، أي مسار
كنت ستختار؟
- لن أختار سوى ما اخترت! هذا على
صعيد الكتابة لكن على صعيد الحياة
لبدأت حياة أخرى مختلفة تماماً!
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده
في العالم؟
- العالم يسير للأسف من
سَيّىء
إلى أسوأ وا أسفاه! على صعيد المناخ
والعلاقات الدولية والتطرف والعنصرية
تبدو الصورة كالحة! كيف لنا أن نحفف
من غلواء كل هذه الرداءة والتفاهة
والأنانية التي تحاصرنا بقسوة وتحاصر
الأرض كلها؟ كيف نعيد للأرض ابتسامتها
وللاجئين وللمشردين وللمعذَبين
وللفقراء أحلامهم التي سُرقت في وضح
النهار؟ هذه هي الأسئلة التي يفرّ
الجميع من مواجهتها، وإن واجهوها
فبكثير من الخفةّ التي لا تُحتمل!
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا
هي بالذات؟
- ثمة مَن غيبه الموت مِن الأهل وترك
في القلب شوقاً وحنيناً ودموعاً!
■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعود
إليه دائماً؟
- الكتاب الذي أواصل قراءة حروفه
النورانية ليل نهار هو القرآن الكريم،
فهو ملاذي في غربتي وأنيسي في وحشتي
ومعيني على تحمل الصعاب.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- أقرأ مختارات جديدة من الشعر
الياباني المترجم إلى الإنكليزية،
وفيها أقرأ كذلك مختارات من شعر
الألماني جونتر جراس.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا
تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن
نشاركك سماعها؟
- أنا مستمع حقيقي للموسيقى،
مستمع
شُغف بالأعمال الموسيقية الخالدة
لبيتهوفن وموزارت وجايكوفسكي
وكورساكوف. وعربياً لا أمل من سماع
موسقى رياض السنباطي وأغنيات أم كلثوم
وفيروز وعبد الحليم
مع موسيقى نصير شمة لهذه
الأغنيات،
كذلك
الأغنيات العراقية القديمة. أقترح
سماع أعمال الموسيقي الشهير أندري ريو
الذي
حبّب الموسيقى، وبخاصة موسيقى
الفالس والموسيقى الكلاسيكية، إلى
الناس في كل مكان، بطريقة رائعة حقاً.
----
أديب كمال الدين شاعر
ومترجم وصحفي من العراق مقيم حاليا في
أستراليا. وُلِد عام 1953، تخرج من
كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة بغداد
عام 1976، وحصل على بكالوريوس في
الاقتصاد، كما حصل على بكالوريوس في
الأدب الإنكليزي عام
1999 من كلية اللغات بجامعة بغداد
أيضاً، وعلى دبلوم الترجمة الفورية من
المعهد التقني لولاية جنوب أستراليا
2005.
نشر شعره بالعربية والإنكليزية منذ
منتصف السبعينيات، كما أصدر
المجلدات الستة من أعماله الشعرية
الكاملة. تُرجمت أعماله إلى العديد من
لغات العالم.
************************
نُشرت
في جريدة وموقع العربي الجديد بتأريخ
22 أكتوبر - تشرين أول 2021
|