نزلتُ لوادي عبقرَ
وشربتُ
اعتصرتُ قريحتي
وأنا أخطّ حروفي على صفحةٍ بيضاء
كالجحيم.
ارتجفتْ الحروف غضباً
فشددتُ على قلمي المبري كحد السيفِ
اُحاول مع حرف الألفِ
يتلوّى ويغادرُ دون مبالاةٍ،
حرفُ التاءِ المربوطةِ
يتدحرجُ نحو زوايا القرطاسِ
ويقفز خارج أسوار الشعر المتزاحم في
صدري
في رأسي المحموم،
الباء، التاءُ ، السينُ ،
الشينْ.
لا حرفَ على الصفحاتِ السوداء
وجدتني أكتبُ بلا حروف
بجفاء ينظرني ويغادر ذاك الحرف
وهنالكَ في ركنٍ منعزلٍ
مضاءٍ بشين الشمسِ
ونون النجمِ
وقاف القمرِ
وياء ال.. وباء ال..وصاد الصباح
وشين
آه الشين
شين الاشراقِ
كانَ أديب كمال الدين يجلسُ هامساً في
أذن الحرفِ
يبسمُ للنونِ
فتبسمُ لهْ
يضحكُ
تضحكُ نون النسوةِ
وقفزت النقطةُ
لترتاحَ في كنفِ النونِ
ابتسمَ كمال الدين
وطوى بحنانٍ تلك الاوراق الملأى بحروف
البهجةِ.
رمقني من زاويةِ الحرفِ
ومضى
تتبعهُ هالاتُ حروفِ النور.
*****************************************
نُشرت في موقع النور 20 تشرين
أول 2017
|