ألوان
شعر:
أديب كمال الدين
قالَ الطبيبُ الذي يرتدي قميصاً أبيض
وبنطلوناً أبيض
وحذاءً أبيض
- هل كانتْ طفولتكِ بيضاء؟
· (لا).
- هل كانَ شبابكِ أبيض؟
· (لا).
- هل كانتْ شيخوختكِ بيضاء؟
· (لا).
- قالَ الطبيبُ: إذن، ماذا تنتظرين؟
· قالت: (أنتظرُ الموتَ ليأتي ويأخذني
مرتدياً طفولةً سوداء
وشباباً أسْوَد
وكهولةً سوداء.)
مدّ الطبيبُ يده ذات القفّاز الأبيض
إلى الضحية.
فأبعدها الموتُ برفق
كانَ الموتُ يبكي على الضحيةِ بدموعٍ سُود.
لكنّ الضحية نَفْسها
وجدتْ في الأسْوَد،
في آخرِ المطاف،
طمأنينةَ الألوانِ كلّها.
|