سؤال
شعر:
أديب كمال الدين
1.
حينَ وصلَ إلى القصيدةِ الأربعين،
قرّرَ أنْ يكتبها عندَ البحر
فذهبَ إلى البحرِ وقتَ الليل.
لم يجدْ أحداً
ووجدَ سفينةً على وشكِ الإبحار.
صرخَ بالقبطان المُلتحي
أنْ يأخذه معه
فلم يردّ عليه
واستمرَّ يدخن غليونه.
وصرخَ بالمرأةِ العارية
فلم تردّ عليه
وبقيتْ تنظرُ إلى البحرِ المُخيف.
وصرخَ بالكلبِ القابعِ عندَ قدميها
فردَّ عليه بالنباح.
2.
أبحرت السفينة
فأخذَ يركضُ خلفها كالمجنون
ثُمَّ التقطَ، في غضبٍ، حجراً
ورماه عليها
فكسرَ شُبّاكاً في السفينة.
أيّ شُبّاكٍ هذا؟
أهو شُبّاك القبطان؟
أم شُبّاك المرأة؟
أم شُبّاك الكلب؟
3.
هذا هو السؤال الذي ظلَّ
يُعذّبه لسنين وسنين
منذ أنْ عادَ من البحر!
|