جيم شين
شعر:
أديب كمال الدين
1.
هل للوحشةِ ذوائب أم أنياب؟
هل للوحشةِ تأريخٌ أم
جغرافيا؟
هل للوحشةِ غناءٌ أم زعيقٌ أم
أنين؟
هل للوحشةِ معنى؟
2.
هل جاءت الوحشةُ من
التراجيديا أم من الكوميديا؟
هل جاءت الوحشةُ من الكواليس
أم من الكوابيس؟
هل كانَ الماءُ مُوحشاً
فانتحرتْ أوفيليا فيه،
أم كانتْ أوفيليا مُوحشةً
فأُصِيبَ هاملت بسهمِ الجنون؟
3.
الوحشةُ حبيبتي
هي التي اختارتني.
كنتُ فرحاً لأنَّ الزلزالَ لم
يخترني
ولا الجنون.
كنتُ ساذجاً
لأنّني منذ أنْ تعرّفتُ إلى
الوحشة
نبتتْ لي ذوائب وأنياب،
ونبتَ لي
تاريخٌ دمويٌّ وجغرافيا زرقاء،
ونبتَ لي غناءٌ سِرّيٌّ عميقٌ
كالفرات،
وزعيقُ رغباتٍ وحشيّة
تحاصرني كما تحاصرُ الدبّابةُ
أعمى في البرّيّة،
ونبتَ لي أنين طوله مليون سنة
منذ أنْ بكى نوح ابنه
وهو يغرقُ أمامه،
منذ أنْ صرختْ أمُّ موسى
وهي ترى ابنها يتموّجُ وسطَ
البحر،
ونبتَ لي معنى،
معنى وحشيٌّ أسْوَد
كرمحِ (وحشي) الذي اغتالَ به
سيدَّ الشهداء.
4.
آه مَن يستبدلُ الوحشةَ
بالزلزال؟
فالزلزال موته كلمحِ البصر
والوحشة موتها بطيءٌ كسلحفاةٍ
هرمة.
آه مَن يستبدلُ الوحشةَ
بالجنون؟
فالجنون موته أحمر
كحرفِ الجيم
كحرفِ الجُثّةِ والجلجلةِ
والجمجمة
والوحشة موتها عديم اللون
كحرفِ الشين
حيث الشهوات
والشيطان
والشقاء.
|