امرأة بشَعر أخضر
شعر:
أديب كمال الدين
1.
لخمسين عاماً
كانَ يرسمُ اللوحةَ ذاتها،
لوحة الموت:
امرأة دون عمر مُحَدَّد
تسوقُ سيّارةً سوداء،
سيّارة مُسرعة
تسوقها امرأةٌ عارية.
عبرَ نافذة السيارة
ترى ثديي المرأةِ عاريين
وترى شعرها أخضرَ منثوراً
وترى ملامحها الساذجة.
خلفها توابيت،
توابيت مَن؟
السيارةُ مُسرعة
والرسّامُ مُرتبكٌ
لأنَّ المرأة ذات الشعر الأخضر
بثدييها العاريين،
بعينيها الكبيرتين،
بملامحها الساذجة
تحدّقُ فيه طوالَ الوقت.
هل كانتْ تدعوه؟
لأيّ شيء؟
2 .
مرّ خمسون عاماً
ولم يكمل اللوحةَ بعد.
لكنّه في صباحٍ عجيب
رأى عبر شبّاكه ما رأى:
آه، إنها شجرة الليمون
مثمَّرة، يا إلهي!
بسكّينٍ حادة
قطع ليمونتين من الشجرة
وبسرعة
قطعهما إلى أربع شرائح
وبسرعة
أخذ أنبوبةَ الصمغ
ليضع الصمغ
على الجانبِ الرطبِ من
الليمونتين
ثُمَّ لصقهما كعجلاتٍ لسيارةِ
الموت.
الآن اكتملتْ لوحته
لم يعدْ ينقص سيّارةُ الموتِ
أيّ شيء!
3.
كان فرحاً كطفلٍ، كطفلٍ
حقيقيّ
لكنّ وجهه يشحبُ بسرعة
ليصبحَ بلونِ الليمون
فيما كانت المرأة
بشعرها الأخضر المتطاير،
بثدييها العاريين،
بعينيها الكبيرتين،
بملامحها الساذجة
تسوقُ السيّارةَ بسرعة
لتطلق قهقهاتها الفارغة من
أيّ شيء!
|