فلسفة النقطة تطابق توجه النقطة زائداً سعة النقطة.
فلسفة النقطة تكافئ توجّه النقطة زائداً سعة النقطة.
توجّه النقطة لا يكافئ سعة النقطة.
توجّه النقطة يؤدي إلى ويتحول من سعة النقطة.
ويبقى معنى النقطة...؟!
واثق الدايني
من محاضرة له بعنوان (فلسفة المعنى بين النظم والتنظير في شعر أديب كمال الدين) اتحاد الأدباء ببغداد 2/10/1996
استطاع الشاعر أديب كمال الدين أن يؤسس عالمه الشعري المتفرد على لبنة حروفية عبر حالات الاستكناه لذاتية الحروف ليقف في مقدمة الجيل السبعيني في العراق. إنّ تجربته الطويلة مكّنته من استلهام روح الحرف ليحلّق به ضارباً عرض حائط اللغة وساخراً من وصايا النظامين الذين عانت شرايين الحرف على أيديهم من مرض التكلس. الحرف لديه امرأة وطير ورمز وقمر ورسالة حبّ وصلاة عند الغروب وأغنية على بحيرة ونهار مشرق. ومن تعدد هذه الدلالات استطاع الشاعر أن يشيد مملكة للحرف ويجلس متربعاً على عرشها.
عبد الرزاق الربيعي
جريدة آخر خبر / عمان / 14 تموز 1994
قصيدة الشاعر العراقي أديب كمال الدين تخبر المعنى وتسعى إلى إدراكه وكلّما أمسكت به انحرف إلى الشعر في نص مفتوح، قد يخدعنا بلولبيته الشكلية ولكنه يعلن دائماً انفتاحه. يتمرد بالحروف فنحسبه يعيد تقصيبها ومدمكتها، لكن سرعان ما يتشظّى في معنى يبحث عن ظله فيقع في الجبّ قبل وصول أسد القفار.لعلنا أمام علامات مورس أو شواهد فوكوية من تاريخ قيد التشريح. ورغم كل هذا لا يخسر النص شحنة معناه بسهولة، بل كثيراً ما يشي بمعنى لقلب يتعذب أو جسد ينحل أو عقل يهذي بمعارف قرأها في صفحات عتم العالم. وتظهر بين الحزن والآخر، بين العرس ودمه، بين الموت الجميل والموت الآخر: بغداد المقوّسة الجميلة ترقص أحيانا بالنايات أو البنادق.. أو إذا شئت بالمحال… وكلها معانٍ تسعى في ظلالها إلى اخبار يقين وتشد ركبتها الملحميتين بأكثر من رواية.
الياس لحود
مجلة كتابات معاصرة / العدد 29 / 1997
إنّ أرض العراق تلد شاعراً آخر هو أديب كمال الدين يتفرّد عن غيره بالمكتوب. ينقل اللغة الشعرية من ديباجة النظم ولعبة الأحاجي النثرية إلى ضرب من التأسيس يفتح الذات على المتخفي ويبشّر بحضارة عربية فاعلة.
د. مصطفى الكيلاني
أديب كمال الدين شاعر مثابر ومتحمس لموضوعته الشعرية التي يحاول اغناءها دائماً. ومنذ مفردات تجربته التي بدأها بمجموعته الشعرية الأولى (تفاصيل) 1976، نلاحظ تنبهه المبكر للقصدية التي تحكم بناء التجربة الشعرية لديه. وهذا ما بدا واضحاً في مجموعته الثانية (ديوان عربي) 1981 حيث اشتغل على تقديم تجربة جديدة تفيد من الكيفية التي تجمع فيها الدواوين الشعرية على أساس موضوعاتها. أما في مجموعتيه اللاحقتين (جيم) 1989 و(نون) 1993 فقد توجه الشاعر إلى الاعتناء بمسألة دقيقة جداً في مشغله الشعري، حيث تركّز اهتمامه على مسألة الحرف وإدامة تفعيلة في القول الشعري مستنداً بذلك إلى جذور صوفية – سيمائية تارة وشكلية – جمالية تارة أخرى.
أحمد الشيخ
جريدة الجمهورية 16 / 4 / 1996
إنّ الشهقة التي تبدأ مع عنوان قصيدة أديب تحتفظ برذاذها حتّى حرف القصيدة الأخير.
عبد العال مأمون
جريدة الجمهورية 15 / 5 / 1996
يعمل الشاعر أديب كمال الدين على تفكيك اللغة إلى مستوياتها الأولية: أصوات ورموز كتابية. لا يعير كبير أهمية إلى المستوى الأول ويستغرقه الثاني في جو طقوسي مشع يعبق بشذى الأسطورة والبدايات الأولى. في مغامرته الحروفية هذه يرغب وبإلحاح في أن يوغل في أرض بكر لم تطاها أقدام غير أقدامه. إنه يؤسس رؤيته الحروفية استناداً إلى تراث المسلمين المتصوفة كمرجع خارجي لنصوصه الشعرية موظفاً مصطلحاتهم وصيغهم في بناء شعري يتسم بالكثافة والانضغاط مطلقاً العنان لاستخداماته الأستعارية دافعا بها إلى مدياتها القصية محمّلاً لغته طاقات ايحائية وإشارية تقترب أو تبتعد كثيراً أو قليلاً من لغة المتصوفة وأساليبهم وتصرفاتهم بها. على أن الخبر الأوسع في مجال انشغالاته – مكابداته – يبقى للحروف فهي المادة الخام – الهيولى – الطين الذي خلق الله منه آدم.. يستلّها حرفاً كما تستلّ الشوكة من الروح ثم يشرع بعجنها، يكوّنها، يمعن في الخلق. حتّى انك ترى ضوء حرائقها وتسمعها تجأر وتئّن بين أصابعه.
عيسى الصباغ
في واحدة من محاولات شاعرنا المعاصر لخلق أسطورته الخاصة واستحداث الفعل الصوغي الخاص تقف محاولة أديب كمال الدين في خلق التقاطع مع المألوف والاستعلاء عليه بمكابدة الحرف.. في توق لخلق الأنموذج المهيمن على رؤيته الشعرية.. أنموذج (القصيدة الحروفية). ويحاول الشاعر أن يبوح بالمحفزات التي دعته إلى اقتحام نصه تحت (شروط الحرف أو طائلته) والدوران معه في دورة لامتناهية، وأول المحفزات لديه يبدأ بالقرآن الكريم، والحرف جزء من أسراره، ثم بما أحسه في الحرف من قدرة على استكناه أزمنته الماضية والحاضرة وكشف المستقبلية منها وقدرته على خلق أسطورته الشخصية، ويعلن عما منحته التجربة الصوفية ومواجد المتصوفة له من مقترح حرفي وأسئلة قصوى عن الحرف وقدراته التي لاتحد .ويصرّح الشاعر بالحرف (أسطورة خاصة) ويعرف به أداة لحفر منجمه الشعري ويشهد ان للحرف لديه مستويات. وإذا أردنا لهذه المستويات أن تتحدد لكانت:
1. المستوى الهيئي (الشكلي).
2. المستوى الدلالي.
3. المستوى التحويري.
4. المستوى الطلسمي.
5. المستوى القناعي ويتخذ أشكالاً مختلفة منها:
أ . الصوفي ب . الأسطوري ج . التراثي
ولو أردنا ان نضع مقترحاً أو مقترباً قرائياً لأسطورة الحرف عند أديب لتمثل في امتزاج هذه المستويات وانصهارها في حروفياته
د . بشرى موسى صالح
دراسة أكاديمية بعنوان (خطوط الحرف السرية: قراءة نقدية في شعر أديب كمال الدين)
مجلة آفاق عربية ع / 3 – 4 آذار - نيسان 1999
قال باشلار: إنّ كلّ شاعر يدعونا إلى القيام برحلة، وهذه الرحلة تكون إلى عالم يخلقه الشاعر من مزيج صور، يعانق الواقعيُّ الخياليَّ فيها، والدعوة التي تلبيها هذه القراءة من شاعرعراقي تطغى على تجربته نزعة عنف دام فرضها واقعه المعيشي والتاريخي ورغم انّ المضمون أخذ حيزاً بارزاً من اهتمام الشاعر أديب كمال الدين في مجموعته الشعرية السادسة( النقطة) فإنّ القارئ لا يمكنه غير أن يحتفي بشعرية واضحة ومهارات تتراكم كماً ونوعاً لتؤكد بلغة عالية ملامح صوت متميز يفكك اللغة العربية إلى حروف ونقاط ليشكّل منها رموزه و صوره التعبيرية التي بنى عليها نصوصه.
نجاة العدواني
جريدة الصحافة، تونس ـ 31 مارس 2000
في مجموعته الشعرية (النقطة) أكّد الشاعر أديب كمال الدين انه قد أنجز من التفاصيل في بناء تجربته الشعرية مايكفي لأن نقول انه قد كوّن أخيراً أفقه الشعري الخاص، الأفق الذي يخشى الآخرون الاقتراب من سماواته ليحلّق هو وحده فيه بحيوية خارقة ليتفرّد في عالم شعري متميز بخصوصية الرؤيا الشعرية، وخصوصية الأدوات التي تنير الوهج المتواصل في هذه الرؤيا. ويمكن لأديب كمال الدين أن يرفع اسمه من أي عمل شعري يكتبه لنعرف انه يعود اليه، وهذا الرهان الصعب على نحت بصمات أصابع خاصة، في عالم يموج بآلاف الشعراء استطاع ان يحققه الشاعر بدأب الصابرين الطويل على طريق تجربة محفوفة بالمخاطر، نادرة المرجعيات، مجهولة النتائج والنهايات
هادي الربيعي
إنّ هذه المجموعة تفتح أمام الناقد أبواباً مختلفة لأداء مهمته النقدية. فهناك باب للنقد السيكولوجي. وباب للنقد الواقعي وللنقد الواقعي السحري، وباب للنقد الاجتماعي، وباب للنقد اللغوي ـ الأسلوبي.
الأستاذ الدكتور عبد الواحد محمد
مجلة الوفاق العربي ـ تونس أيلول 2000
هذه نقطة ترصّع جبين الشعر العراقي والعربي الحديث، وتؤكد ما قلناه مراراً وتكراراً ان المدد يأتي إلى الشعر العربي من العراق دائماً. وبهذه النقطة يتربع أديب كمال الدين على عرش شعري قائم بذاته.
الدكتور حسين سرمك حسن
جريدة العرب ـ لندن ـ 2/8/2000
اندرجت هذه القصائد النثرية في ثلاثين محاولة ومدارها على النقطة بعد أن أدار الشاعر قصائده في دواوين سابقة على الحروف، وأخاله في هذه المحاولات بلغ غاية نضجه وإبداعه وجاءت سليقته بأعذب ما يخطر بالبال من فنون الرصف ونضد الكلام الدال والقول المصفى المبتكر. فلأديب كمال الدين قدرة فائقة عجيبة على إتيان العبارات الدافقة المحملة بالفحاوى الرامزة إلى المفارقات والمتناقضات الغالبة على مظاهر الحياة.
مهدي العبيدي
جريدة العراق ـ 2 تشرين الأول 1999
أديب كمال الدين شاعر له بصمة شعرية واستطاع أن يصنع نصّاً مفتوحاً واسع الآفاق بلغة أنيقة وجمل شعرية مكثفة.
علي جبار عطية
جريدة عُمان ـ سلطنة عُمان ـ 12/10/2000
الحرف عند الشاعر أديب كمال الدين روح معذبة تبحث وترقص وتبكي وتسأل هذه وذاك عن أشياء أصبحت بعيدة المنال، كما أن الحرف عنده إغراء للآخرين للكتابة عنه حتّى آخر الزمان.
فيصل عبد الحسن
جريدة العراق ـ 25/2/1994
إنّ قراءة النصوص الشعرية للشاعر أديب كمال الدين تبقى عملية غور ومقارنة يمكن أن تكشف أسرارها على مستويات متعددة لأن الشاعر قارئ ذكي يقتنص الصورة والفكرة المدهشة ويوظفهما بشكل فني ذي تكنيك عجيب. كما أن إحالاته كثيرة للموروث قد لا تُفصح عن أبعادها لكلّ قارئ؛ لذا يمكنني القول إن هناك ثلاثة أنواع من القراء لشعر أديب: الأول: يشعر بلذة الاكتشاف ومتعة القراءة. أما الثاني فيقع في حيرة لقلة مساحة دائرته الثقافية وضعفها. والثالث قارئ ليس له سوى المديح والثناء وإطلاق كلمات الإعجاب لئلا يقال له إنه لا يرى ملابس الإمبراطور! فهل ينام أديب عن "شواردها ليسهر الخلق"؟!
هادي الزيادي
جريدة العرب ـ لندن ـ 25/5/2000
أديب كمال الدين صياد طريدته المعنى. كلّما أوهمنا باقتناصها باح بلوعة غيابها. وتأمل شباكه ليجد بقاياها حروفا تتناثر في طيات النسيج الشعري الذي أعده فخاً لها فوقع فيه. الحرف في قصيدته شظية أو كسرة من رقيم. ليست حلية بل شاهدة جماعية إشارة تضيء ظلام المعنى وترفو جراحه.
الدكتور حاتم الصكر1996
يشكّل الحرف بحد ذاته هاجساً شعرياً مركزياً بالنسبة لتجربة الشاعر أديب كمال الدين. ومبدئيا تتمثل الحروفيات بالنسبة اليه كدلالات زاخرة بالمعاني وكشروع مكثف لاستقراء الجذور التكوينية لكيان اللغة.
خضير ميري
جريدة العراق 16 تشرين الثاني 1993
الحرف عند أديب كمال الدين هو صياغة إشارة لجيل اكتفى بأسواره الداخلية. فالكلام هو فائض نعمة لكن الحرف، وبعد ذلك النقطة، وربما اللاكلام في هذا المعنى، خلاصة منطقية للشعر وضد الشعر. فالشاعر بالكلمات يتوخى بلوغ السحر المقدس: سحر المعنى بالنون ذات البعد الروحي البديل للشروحات أو لما يضاف اليها. فالشاعر يضعنا في أمان التجريد، هذا الفضاء الذي هو كتلته.
عادل كامل
25 تشرين اول 1995
بغض النظر عن الدوافع التي دفعت الشاعر إلى هذه الحروفية فقد توصل إلى لون من الغزل أو النسيب الذي يمتاز بعاطفته المتدفقة وصوره الجميلة الرائعة وصياغاته الجديدة المبتكرة ورؤاه المتميزة.
عبد الجبار البصري
جريدة العراق 20 / 4 / 1996
إنّ تطور شعرية أديب كمال الدين تكمن في استحواذه في بناء تجربته الشعرية على اتساع البنية الاستعارية بايحاءاتها الجوهرية التي تستغور ما في الحرف العربي من طاقات تعبيرية ودلالية وتشكيلية تتيح له مبادلة أو مقاربة هي أشبه بالافاضة التي نراها عند الصوفيين في توليد النص الذي تذوب فيه الفواصل ويكشف ما في الحال من لمحات ونوازع . يكون الحرف ودلالاته وإشاراته باعثا للمعرفة/ الكشف التي تطيح بسرّه وتلقيه في منطقة هي أقرب للسكر الروحي الذي يشبه الانخطاف.
علي الفواز
القصيدة هنا تراهن على البساطة لا التعقيد فالذي يتسامى به الحرف شعرياً هو الطفولة واليسر والسهولة والعفوية، لا التقعر واجتلاب الغريب والناشز.
د. محمد صابر عبيد
جريدة الإعلام 20 / 5 / 1998
الخطاب الشعري عند الشاعر أديب كمال الدين خطاب مغاير، خطاب غير مكتشف بهذه السعة، خطاب لا يقوم على اليومي المألوف، خطاب ذهني – تشكيلي، يضع (الحياتي) خارج منطقة الشعر ويسعى في الوصول إليه من خلال الإشارات والشفرات الدالة، خطاب يقوم على التأويل والفهم الديني والصوفي لدلالات الحرف وتوظيفها في الأنساق الشعرية التي تحفر بعيداً في المعنى عن المعنى، لذلك فانّ خطاباً من هذا النوع لن يتسع إلاّ بقدرات نوعية لاحقة تمنحه صفات أخرى من الحركة. من هنا، انشغل الشاعر بموضوعة الحرف طويلا في مجاميعه (جيم / نون / أخبار المعنى ) لتأكيد هذه القدرات بدراية عالية.
ريسان الخزعلي
جريدة علامات 10 / تموز 1998
أديب كمال الدين واحد من الشعراء المبدعين الذين تفردوا في نهجهم الشعري بأسلوبية جمالية خاصة، وهو شاعر امتثل أمام نفسه طويلاً كي يستخلص عصارة فكره وأدبه ويترجمها إلى حروف قد غزل من خلالها أجمل القصائد خلال عقدين من الزمن. وهو شاعر تفنن في تقنية الحرف وجعله مرآة عاكسة لتوهجه الروحي ومكابداته المعرفية في عالم مليء بالنزاعات والآلام وأحلام المستحيل.
ماجد محمد لعيبي
مجلة الشباب / تموز 1998
ليس بدهياً القول إن الشعر يعبّر عن نزعات الشاعر، فثمة من يحّقق انفصالات بين شعره و ذاته، وأديب كمال الدين في (النقطة) تلتصق نزعاته بنصّه، فهو يضمّن افتراضاته الشخصية في نصّه. ورغم انه يقوم بتحييد سلسلة طويلة من المشاهدات ليكشف بصيرته على: نقطة، رغم ذلك يتسنى لنا أن نرى هذه المشاهدات المحيّدة. نصّ أديب (مثقل بالأسى والحروف)، وعلاقتهما يحكمها الكبت، فالأسى المكبوت أتاح للحرف أن يتلبّس بالمعنى، كما أن الحرف اتاح للأسى - الأسى في العالم - أن يظهر على ملامح النصّ. وبهذا التبادل يمكن للنص أن يحتفظ بحيويته، وأن يمّكن (النقطة) من أن تستوعب العالم الذي يداوله الشاعر بيننا وبينه.
د. حسن ناظم
عمّان 15-6 -2001