ثلاث صور للموت
شعر:
أديب كمال الدين
1.
حينَ جاءَ الشرطيّ
وطرقَ البابَ بعنف،
قلتُ له: ما تريد؟
قال: روحك.
ضحكتُ وقلتُ:
إنّني أبحثُ عنها
منذ نصف قرنٍ دونَ جدوى!
وأغلقتُ البابَ بهدوء.
2.
حينَ جاءَ الشرطيّ في المرّةِ
الثانية
وطرقَ البابَ بهدوء،
قلتُ له: ما تريد؟
قال: روحك.
قلتُ: حسناً.
وخرجتُ إلى الشارع
أقفزُ من الفرح.
أخيراً
سأقابلُ الموتَ الذي سيضعُ
حدّاً
لهذه المهزلة التي اسمها:
الحياة
التي اسمها، بالضبط، (حياتي)!
3
في المرّةِ الثالثة،
حينَ جاءَ الشرطيّ
وطرقَ الباب،
خرجتُ مذهولاً.
كانت الغيمةُ تهبطُ
في الحديقة
فرفعتُها قليلاً كي أمرّ.
قال: ما هذه الغيمة؟
قلتُ: حياتي.
قال: أريدها.
قلتُ: خذْها.
فأمسكَ الشرطيّ بيدِ الغيمة
وهي تصرخُ وتبكي وتزرقُّ
وتزرقّ.
|