ديوان الأشياء
شعر: أديب كمال الدين
جبل
****
كانَ قربَ البيوت القديمة
ساكناً هادئاً دونما وردة أو شجر.
كانَ قربَ البيوت القديمة
واقفاً بانتظار الليالي التي لا تجيء
وهي ملآنة بالقمر،
بالمواعيد أو أيّ شيء.
كانَ قربَ البيوتْ
فجأةً... حاصرته البيوتْ
بخطى من سكون.
فجأةً... احتواه المطر
بين أغصاني الصامتة
وانتهى- يا لبؤس الصدى-
كومةً من حجر.
غرفة
****
غرفة كنتُ أودعتُها صورتي
عندما يحتويها المساءُ الوحيدْ
والليالي التي ترتدي الفقرَ ثوباً،
ترتدي الروحَ أسطورةً من حروفْ.
غرفةٌ عرفتْ كلْمةً سطّرتْ
كلَّ شيء، أشارتْ إلى ما ترى
خلف شباكها المستجيرْ.
غرفةٌ فرشتْ ثوبَها للصعاليكِ في آخرِ الليل،
للكؤوس التي تختفي
بين عينين قد صيغتا من لهبْ
بين كفيّن قد صيغتا من ربيعِ الألم.
غرفةٌ فرشتْ ثوبَها
للأغاني التي تبتدي بعد أنْ ينتهي البائعونْ
من صراخِ النهارِ الطويلْ،
بعد أنْ تنتهي النسوةُ الناضجاتُ الجسد
من خطى الفتنةِ القاسية.
غرفةٌ: مسرحٌ للضجيجِ، البكاءِ، المرح!
All rights reserved
جميع الحقوق محفوظة