قصيدة حُبّ
شعر: أديب كمال الدين
حُبّي!
من أجلكَ أدركتُ أنينَ
الطير،
ذكرى امرأةٍ ضاعتْ
ما بين شوارع واسعة
كجناحِ الموتْ.
حُبّي!
من أجلكَ أنبتُّ
الأزهارْ:
النرجس: ماءْ
والسوسن: مائدة للريحْ
والجوري: طفل يلقي من
فوق الجسر الأوراقْ،
والأزهار البرّيّة:
سيّدة للحُبّ
والدفلى: وجه ضاعتْ من
عينيه الكلمات.
حُبّي!
من أجلكَ عانقتُ
الألوانْ:
الأزرق لون الليلِ
وفاكهة الروح،
الأخضر طعنة عاشقةٍ
وسرير بكاءْ،
الأسْوَد للبلبل
لجراحٍ تأتي حافية
القدمينْ
وجراحٍ تذهبُ أو تبقى
كالأشجارِ المهجورةِ
وسْط الريحْ.
حُبّي!
من أجلكَ أطلقتُ
الأحلامْ:
هذا حلم لربيعٍ يأتي من
خلف الصحراءْ.
هذي أحلام قلائد من
رُمّانٍ وزبرجد
وشموسٍ تسقطُ كاللؤلؤ.
هذي أحلام صباحٍ مُندهشٍ
بالرغبةِ. تلك، إذنْ،
أحلام جليسٍ يبكي في
الحفلة.
هذا حلمٌ أسْوَد!
حلمٌ يهذي: أوَ تذكرُ
شيئاً عن حلمٍ؟
حُبّي!
من أجلكَ قد غنيّتُ
حروفاً لا تُوصَف
وحروفاً تشكو لونَ
الليلِ وتمشي كالأطفالِ المسرورينْ،
وحروفاً تهمسُ للصيفِ،
الماءْ
وحروفاً تُعْزَفُ
للأسفارْ
أو تُعْزَفُ حين يشيبُ
الوردُ، الكاسْ
وحروفاً أقدم من أصواتِ
الطيرْ،
من ذاكرةِ الأنهارْ،
وحروفاً قد ضاعتْ من قبل
وما وُجِدَتْ،
وحروفاً ترسمُ فاكهةً
قُطِفَتْ
أو سنبلةً تأتي لا ريب
بإذن اللّهْ.
حُبّي:
هذي مائدتي تسألني:
أوَ أنتَ المجنون الجالس
تحت الأشجار ليبكي ليلَ
نهارْ؟
حُبّي: انظرْ هذه مائدتي
صُنِعَتْ من أقصى غاباتِ
الكلماتْ.
لا تشكو شيئاً أو أحداً،
لا تأملُ أنْ تدعو
أحداً.
حُبّي: انظرْ هذي مائدتي
وُشِمَتْ بدمي!
******************************************
All rights reservedجميع الحقوق محفوظة