تناص مع الحرف
شعر: أديب كمال الدين
حين أراد الحرفُ، ذات يومٍ، أن يلعب
جاءَ إليّ
فوجدني ضائعاً أكثر مما ينبغي
فتركني.
وذهبَ إلى حبيبتي
فوجدها أكثر بدائية منه
وأكثر عرياً منه
فتركها.
ثم ذهبَ إلى الله
فلم يستطعْ كشف سرّ غموضه وجبروته.
ثم ذهبَ إلى النبيّ
فلم يستطعْ كشف سرّ زهده وصمته.
ثم ذهبَ إلى الوليّ
فلم يستطعْ كشف سرّ صومه
وصلاته وتسبيحه.
ثم ذهبَ إلى الصوفيّ
فلم يعجبه بحثه عن المجهول.
ثم ذهبَ إلى المجهول
فالتقى بالموتِ الذي صفعه على أمّ رأسه
صفعةً واحدة
حوّلته إلى قطعةِ فحم.
جاء الأطفال
فكتبوا بها على الحائط أسماءهم.
وجاء العشاق
فكتبوا بها على الأشجارِ أحلامهم.
وجئتُ أنا
فأمسكتُ بالحرفِ المتفحّم
وكتبتُ قصائدي السود التي لا تكفّ أبداً
عن الرقصِ والهذيان!