سأقبّلكِ الآن
شعر: أديب كمال الدين
الفجرُ عنيف.
الفجرُ ملآن بالشمس
والشمسُ قوية
كنصلٍ يدخلُ في العين.
الفجرُ فراق
لا تدعوني باسمي.
اسمي الموت
وقد كان اسمي التفّاحة أو القُبْلة.
لا أعرف
لكنّي سأقبّلكِ الآن، فَمَن أنتِ؟
هل أنتِ حبيبة قلبي؟
امرأتي؟
فاتنتي؟
قاتلتي؟
وهمي الأعظم؟
مَن وضعَ السمَّ بكأسي؟
مَن بددَ أيامي وشبابي
ونثرَ رمادي في الريح؟
مَن ألقى القبض على حرفي؟
مَن ألقى ذاكرتي في بحر الظلمات؟
لا أعرفُ اسمك
أعرفُ أنكِ مرتبكة جداً
وأنا الارتباك نفسه.
سأقبّلكِ الآن.
ماذا حدث ليكون الفجرُ عنيفاً
كسفينةٍ تغرق؟
ماذا حدث
ليكون الفجرُ جثةً يلقيها البحّارة
وسط البحر؟
الفجرُ فراق.
سأودّعكِ الآن.
أعرفُ شيئاً ما
أعرفُ أنكِ سبب موتي
وأنّ الموت أحاط بي
كما يحيط الجنودُ بمجنونٍ أعزل.
فوداعاً
فالفجرُ عنيف
كسماءٍ اسودّتْ بخطايا الناس،
كسماءٍ ارتبكتْ
وسقطتْ قطعاً قطعاً وسط البحر.
All rights reserved
جميع الحقوق محفوظة