تحت
عنوان: (تأثير
المثقف العراقي والعربي في الغرب)
نشرت جريدة الصباح البغدادية بتاريخ 5 شباط 2014 استطلاعاً أجراه الشاعر
والصحفي صلاح حسن السيلاوي مع عدد من الشعراء العراقيين المقيمين في أستراليا،
النرويج، أمريكا:
هناك في بلدان
الغرب، اذ يتنفس
المبدع العراقي
هواء غربته ،
مبعدا بقوة
الدكتاتورية
وعبادة الفرد مرة
، وهاربا ومتمردا
على القيم
السائدة في
مجتمعه مرة أخرى
، تلك القيم التي
تغذي الراكد
والعادي في
يوميات عيشه
المتشابه ، أو
انه مختار لحياة
جديدة يبحث فيها
عن دور مختلف
يصنعه ، هناك في
دول العالم
المتعددة كيف
يعيش هذا المثقف
، وفي أي أرض
خصبة يغرس جذور
ثقافته ، ماذا عن
أغصان أحلامه ؟
ما الذي حققه من
دور في بقاع
متعددة الثقافات
ومختلفة الى حد
كبير عن ثقافته
وتراثه وحاضره ،
ما أهمية ما
أنجزه ؟ وما مدى
اندماجه في
المجتمعات وقدرته
على الانتفاع من
تلك الألوان
المتنوعة من
العيش ، هل
استطاع ذلك
المثقف ان يقدم
منجزا مختلفا عن
منجزه قبل ان
يعيش هناك ؟
أيمكن ان نعده
نافذة تطل من
خلالها ثقافة
البلاد على
العالم ، وعبرها
يطل العالم علينا
؟ هل تمكن المثقف
العراقي من صناعة
منجز قادر على
التعايش مع حاضر
ومستقبل الشعوب
التي يفترض انه
فهم واقعها
وثقافتها ؟ هل
بقي مثقفنا هناك
غريبا بثقافته ،
هل استطاع
التأثير في
الثقافات الاخرى
؟
هذه وغيرها من
الاسئلة سنبحث
لها عن أجوبة عبر
هذا الاستطلاع مع
نخبة متميزة من
مثقفينا الذين
يعيشون في بقاع
العالم الغربي.
تحدّيا اللغة
والحرية
الشاعر
أديب كمال الدين
الذي يعيش في
أستراليا سألناه
عن تجربته
وأصدائها وأثرها،
وقبل ذلك اردنا
ان نعرف من خلال
ظروف تقبل
المجتمع لثقافته
وشعره ، قدرة
المبدع العراقي
على التعامل مع
مناخ الحياة
الاجتماعية
والثقافية هناك
، كل ذلك ، عبر
ما يرويه لنا عن
حياته هناك حيث
قال :
التحدّي
الأول هو اللغة
وهو تحدّ خطير
جداً. ككاتب
مغترب لا يكفي
أنك تعرف أساسيات
اللغة بل يجب أن
تجيدها قراءةً
وكتابة كي تكتب
بها وتبدع ولحسن
الحظّ فأنا أجيد
الإنكليزية قبل
وصولي إلى
أستراليا، حيث
أنهيت دراستي لها
في كلية اللغات
بجامعة بغداد ثم
أتممتُ ذلك
بدراسة الترجمة
الفورية بالمعهد
التقني لولاية
جنوب أستراليا.
وقد ساهم ذلك في
انخراطي في
الحركة الشعرية
الأسترالية بيسرٍ
ومنذ الأيام
الأولى لوصولي
إلى أستراليا
حيث شاركتُ في
أكثر من مهرجان
للشعر واستضافة
خاصة في مدينتيّ
تاونسفيل
وأديلايد، كما
بدأتُ فور وصولي
في نشر قصائدي في
المجلات
الأسترالية
الأدبية
المتخصصة، وقد
اختيرت قصيدتي
(أرق) واحدةً من
أفضل القصائد
الأسترالية لعام
2007 ونُشرت في
انطولوجيا خاصة
بأفضل القصائد
الأسترالية
أعدّها الشاعر
المعروف بيتر
روز، وبعد
مجموعتي الأولى
بالإنكليزية
(أبوّة) ترجمتُ
أربعين قصيدة من
قصائدي إلى
الإنكليزية
ونشرتها تحت
عنوان (ثمّة خطأ)
العام 2012. وقد
أقام اتحاد كتاب
ولاية جنوب
أستراليا حفلاً
بمناسبة صدورها
قدّمت فيه
الناقدتان د. آن
ماري سمث ود.
هِثر جونسن
دراستين عن
المجموعة وقرأت
فيه عدداً من
قصائدي. وكان أن
أكرمني الله مرّة
ثانية فاختيرت
قصيدة (ثمّة خطأ)
واحدةً من أفضل
القصائد
الأسترالية لعام
2012 ونُشرت في
انطولوجيا خاصة
بأفضل القصائد
الأسترالية
أعدّها الشاعر
المشهور جون
ترانتر.
هذا
عن نتاجي المكتوب
بالإنكليزية أما
نتاجي المكتوب
بالعربية فقد
واصلته معمّقاً
تجربتي الشعرية
الحروفيّة
الصوفيّة،
فأصدرتُ عدّة
مجاميع هي:
(ماقبل الحرف..
مابعد النقطة)،
(شجرة الحروف)،
(أربعون قصيدة عن
الحرف)، (أقول
الحرف وأعني
أصابعي)، (مواقف
الألف)، (الحرف
والغراب). وقد
استُقبلَتْ
نقدياً بشكل جميل
حقاً- فلله
الحمد- حيث ظهرت
عنها عدّة كتب
نقدية ودراسات
نقدية أكاديمية
ومتابعات
متنوّعة.
ما كان ليتحقق
كلّ هذا لولا
تركيزي المتواصل
على الكتابة
والترجمة ولولا
تعاملي الحذِر مع
كمية الحرية
الهائلة الموجودة
هنا والتي تسحق
دون رحمة كل مَن
يستسلم لغوايتها
التي تظهر في
مئات الصور
الرائعة الجمال
مظهرياً والشديدة
القبح داخلياً.
وهذا هو التحدّي
الثاني بعد مسألة
اللغة، تحدّي
الحرية وكيفية
التعامل معها
وتسخيرها للأغراض
الإبداعية
النبيلة بدلاً من
الانجراف
لتيّارها العنيف.
طبعاً هذا أمر
غير يسير على
الإطلاق ويتطلّب
زهداً حقيقياً
وإرادة لا تلين
كما أنه متعب
ومؤلم وقاسٍ
جداً. فالحضارة
هنا هي حضارة
مادّة واستهلاك
وملذّات وهي تقوم
على تمجيد كل
ماهو مادّي
واستهلاكي وجسدي
ولذائذي وعابر.
هي حضارة لا
شعرية ولا روحية،
فكيف إذن تكتب
فيها الشعر وتكتب
الروح وتتميز في
ما تكتب وتواصل
مهمتك بهمّة
عالية؟ كيف؟ هذا
هو التحدّي
الكبير دون شك!
**************************
نُشر الاستطلاع
في صحيفة الصباح
– ملحق أدب -
بتأريخ
5 شباط 2014
|