مبادلة

شعر: أديب كمال الدين

 

 

أعطني،

أيّها الحرف،

نقطةَ باءِ بغداد

وسأعطيكَ طابعَ النسر

بمنقاره المعقوف

وذكرى حروبه البشعة.

أو أعطني

نقطةَ باءِ بابل

وسأعطيكَ طابعَ رأسِ كلكامش

وقد قُدَّ من صخرةِ الخيبةِ والخذلان

بعدما سرقت الأفعى

عُشبةَ الروحِ منه

وهو نائمٌ يتوسّدُ حلمَ الخلود،

أو سأعطيكَ

رأسَ صباي الذي كادَ أنْ

يلقي بنفسه في لُجّةِ النهر

فألقاها بعد أربعين عاماً

وهو يتأمّلُ في البحر،

في لُجّةِ البحر.

أعطني،

إذن، أيّها الحرف،

نقطةَ نونِ سدني

وسأعطيكَ

طابعَ امرأةٍ من فتنةٍ واشتهاء

بيدها زهرة من هباء،

وطابعَ كهلٍ يهذي قصائده المتشظّية

وهو يقلّب كفّيه

على ما أنفقَ من عمرِه

في شقّتِه الضيّقة.

ولن أعطيكَ طابعَ الجسرِ المحدودب

فالجسرُ،

صدّقْني،

لا يؤدي لشيء.

ولن أعطيكَ طابعَ الأوبرا

فكلّ موسيقاها الهائلة

تسحقُها قطاراتُ المدينةِ كلّ يوم،

قطاراتُ المدينةِ التي لا تكفُّ

لحظةً واحدة

عن ممارسةِ الجنسِ والليلِ والموت.

 

 

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home