مطرب بغداديّ
شعر: أديب كمال الدين
1.
بجسدٍ سمين
وبوجهٍ سمين
وبعينين باسمتين،
سيذهبُ هذا الغزاليّ
جيئةً وذهاباً
أمامَ كاميرا التلفزيون
وهو يغنّي بصوتٍ رقيق:
"يَم العيون السود ما جوزن أنه
وخدّچ
الگيمر
أنه تريگ مِنه".
2.
وإذ لم تأبه العاشقةُ
البغداديّة
لأغنيته القيمريّة
ولا لملابسه الجديدة
ولا لخدوده السّمينة
فسيغنّي لها:
"واگفة بالباب تصرخ يا
لطيف
لاني مجنونة ولا عقلي
خفيف.
من ورة التنور تناوشني
الرغيف
يا رغيف الحلوة يكفيني
سنة".
وإذ لم تأبهْ له ثانيةً
فسيغّني لها ثالثةً عن النخل
ورابعةً عن العيدِ
وهديّةِ العيد
وسابعةً عن الصبا
وعاشرةً مِن مقامِ الصبا.
حتّى إذ تقدّمَ به العمر
فسيصرخُ من لوعةِ العشقِ
والهوى:
"عيّرتْني بالشيبِ وهو
وقارُ".
لكنّه هذه المرّة
سيمسُّ وتراً
وسيطلقُ طيراً
يسمعُ تصفيقه الشرقُ
والغرب.
بيدَ أنّ العاشقةَ البغداديّة
كانتْ
-
كعادتها
- تتبغددُ من النافذة.
والمطربُ السّمين
بوجهه السّمين
وبعينيه الباسمتين
صارَ على موعدٍ مع الموت
حتّى إذا تعثّرَ به في
صباحٍ غريب،
بكى عليه الدفُّ والكمانُ
والناي.
وخرجتْ بغداد كلّها
تودّعهُ إلى الأبد.
فيما اختفت العاشقةُ
البغداديّة
من النافذة
وهي تجرُّ خيبتَها
إلى الأبد.
|