لقاء

 

 شعر: أديب كمال الدين

 

1.

في المشهد

كنتِ تقفينَ بجانبي

مثل طفلة بجسدِ امرأة،

بقلبٍ مُحطَّمٍ وعينين دامعتين.

وكنتُ بجانبك

مثل سجين

قرّرَ أنْ يفرَّ من السجن

لكنّ وابل الرصاص

ظلَّ يطاردهُ طوالَ حياته.

2.

عدتُ البارحة إلى المكانِ ذاته

لأحتفلَ بمرورِ أربعين عاماً

على فراقِنا الأسطوريّ.

لم أجدكِ بالطبع

ولم أجدْ عقاربَ الساعةِ التي كانتْ

تنظرُ إليكِ بريبةٍ واشتهاء.

ولم أجد قلبَكِ المُحطَّم

ولا عينيكِ الدامعتين.

الشيء الوحيد الذي وجدتُه

هو أنا

ووابل الرصاص الذي ظلّ

يطاردني طوالَ حياتي.

لكنّه تحوّلَ من رصاصٍ افتراضيّ

إلى رصاصٍ حَيّ.

3.

كنتُ سعيداً

برغم غيابكِ الأسطوريّ

وبرغم حضوري الرماديّ

وبرغم الرصاص

وأزيزه وصيحات ألمه.

كنتُ سعيداً

إذ ذهبتُ إلى المكان

فلم أجد المكان.

ليس لأنّي ضيّعتُ العنوان

بل لأنَّ المكان

قد اختفى من الأرض!

 

 

 

الصفحة الرئيسية

All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة

Home