زها حديد
شعر: أديب كمال الدين
بعينين أوسع من عيني زرقاء اليمامة
وأجمل من عيني زرقاء اليمامة،
ستكتبين شِعْراً عجيباً
على هَيئِة عماراتٍ وناطحاتِ سحاب
وتهبينه، في كرمٍ حاتميّ، مدنَ
العالم.
وسيبتهجُ العالمُ كلّه
ويرقصُ أمامَكِ مثل طفلٍ صغير.
يرقصُ لابنةِ دجلة الحالمة
تلكَ التي كانتْ عماراتُها المُذهلة
وزقّوراتُها الهائلة
صورةً ناطقةً من حكاياتِ شهرزاد،
صورةً راقصةً من حكاياتِ ألف ليلةٍ
وليلة.
*
لنْ أقولَ وداعاً لجوهرةِ دجلة،
أعني ملكة دجلة
تلكَ التي لم يُرَ مثلها في النساء.
لكنّي سأعتذرُ لكِ مَرّةً،
بل ألف مَرّة،
لأنَّ دجلة لم تغسلكِ بمائها
السِّحْريّ
وأنتِ تموتين – وا حسرتاه - بعيداً
بعيداً،
ولأنَّ الفراتَ – وا أسفاه- لم يقبّل
الأرضَ بين يديكِ
وأنتِ تقولين للأرضِ وداعاً
بعدَ أنْ تركتِ عليها ألفَ بابٍ مُضيء
بالسِّحْرِ والمُستحيل.
|