(التضاد
أو
التقابل
يتحقق
بين
الألوان
المتكاملة
ومبعث
الانسجام
،
فالتضاد
يؤدي
إلى
التوازن
حيث
يستميل
كل
من
المتضادين
الآخر
حين
يوضع
إلى
جانبه
( (1)
.
(وإن
اللونين
المتضادين
يقوّي
كل
منهما
الآخر
عن
طريق
إبراز
التباين
(2)
على
دائرة
الألوان
تبرز
التضادات
التالية
:
أحمر
ــ
أخضر
،أصفر
ـــ
بنفسجي
،أبيض
ـــ
أسود
وهكذا
بقية
الألون
،
ويتحقق
التضاد
داخل
اللون
الواحد
وذلك
إذا
تضاربت
القيمة
أو
(الكروما) . أما
في
الشعر
فتعتمد
القصيدة
في
تأسيس
نموذجها
التشكيلي
الجمالي
على
حيوية
الصورة
الشعرية
إذ (
تتمتع
الصور
الشعرية
بفاعليتها
على
تضمين
الحركة
والصوت
واللون
وهي
من
خلال
ذلك
تكتسب
حيويتها
في
القصيدة
وبالتالي
تعكس
هذه
الحيوية
على
جوّها).
ويلعب
اللون
في
إشاراته
ودرجاته
وتشكيلاته
المباشرة
وغير
المباشرة
دورا
مهما
في
هذا
السياق
(
. إذ
يشكل
الضوء-
ثمّ
اللون-
جزءا
مهما
من
مقومات
الصورة
(3)
التي
تقترح
فيما
بعد
شكلا
معينا
من
أشكال
المعنى
التشكيلي
الشعري
(
في
قصيدة)
الغراب
والحمامة)
للشاعر
أديب
كمال
الدين
تشتغل
القيمة
الدلالية
للون
الأسود
والأبيض
بطاقة
تشكيلية
عالية
وتأخذ
من
عتبة
عنوان
القصيدة
مركزا
كثيفا
أراد
به
إشارات
دلالية
مخفية
وظاهرة
مباشرة
وغير
مباشرة
.
في
)
الغراب
والحمامة
(
عتبة
عالية
التعبير
متداخلة
تدخلا
تشكيليا
طاغيا
في
فاعلية
اللون
المخفي
،
على
النحو
الذي
يحقق
اتصالا
جوهريا
تتفتح
فيه
القراءة
من
عتبة
العنوان
على
فضاء
المتن
،
لأن
أهمية)
العنوان
تكمن
في
كونه
العتبة
التي
يبدأ
منها
الاتصال
(4)
وتنتج
أنموذجا
مثاليا
لاشتغال
اللونين
الأبيض
والأسود
معا
في
معادلة
شعرية
.
ويؤكد
عنوان
)
الغراب
والحمامة
(
مفردتين
مستمدتين-
من
أصل
الحكاية
القرآنية
)
سفينة
نوح)-
مفردتين
تقعان
في
مفهومين
دلالين
مختلفين
،
فالغراب
يشير
إلى
السواد
والشؤوم
والحداد
،
ومنه
اشتق
اللون
الغرابي
بعد
أن
استخدمت
ياء
النسب
،
والحمامة
تشير
إلى
البياض
و
السلام
والنقاء
. ولا
تتوقف
مفردتا)
الغراب
والحمامة
(
بإمتداتهما
الفضائية
الواسعة
عن
قابلية
الدلالات
التأويلية
وهما
يتربعان
على
عرش
العنوان
.
كما
يؤكد
فضاء
عنوان
القصيدة
بصورته
المتبادلة
على
فعالية
تشكيلية
صورية
بالدرجة
الأساس
تسعى
إلى
فتح
المتن
الشعري
بهذا
الهاجس
اللوني
وهو
ما
يتضح
على
نحو
جلي
في
الصورة
اللونية
في
المتن
التي
تجلى
فيها
اللونان
الأسود
والأبيض
بوصفهما
المركز
البؤري
الفعال
الذي
يتناسب
مع
فضاء
اللون.
إن
هيمنة
اللونين
على
منطقة
التفكير
اللونية
تتجلى
في
آلية
طاقة
كل
لون.
)
لأنهما
في
الحقيقة
مكمن
جميع
الألوان
في
الفسيفساء
اللونية
(
كما
أنهما
أساس
اللعبة
الكونية
بأكملها
(5)
في
قصيدة)
الحمامة
والغراب
(وهي
من
قصائد
ديوان
(الحرف
والغراب
(
للشاعر
أديب
كمال
الدين
الصادر
عن
الدار
العربية
للعلوم
2013
،
يشتغل
الشاعر
على
تأسيس
أرضية
تشكيلية
مشتركة
ين
لونيين
متضادين
هما
الأسود
والأبيض
في
تعبيرهما
وفضائهما
التشكيلي
.
يقول
الشاعر
في
بداية
المقطع
الأول
من
قصيدة
)
الغراب
والحمامة
(
:
حينَ
طارَ
الغرابُ
ولم
يرجعْ
صرخَ
الناسُ
وسطَ
سفينة
نوح
مرعوبين.
وحدي
-
وقد
كنتُ
طفلاً
صغيراً-
رأيتُ
جناحَ
الغراب،
أعني
رأيتُ
سوادَ
الجناح،
فرميتُ
الغرابَ
بحجر.
هل
أصبتُه؟
لا
أدري.
هل
أصبتُ
منه
مَقْتَلاً؟
لا
أدري.
لماذا
كنتُ
وحدي
الذي
رأى
سوادَ
الغراب
ولم
يره
الناس؟
لا
أدري.
ينطلق
المشهد
الشعري
الأول
في
بداية
قصيدة
)
الغراب
والحمامة
(
المتكونة
من
أربع
مقاطع
شعرية
من
الجملة
الاخبارية)
حين
طارَ
الغرابُ
ولم
يرجع
(
بالتعريف
اللوني
التشخيصي
)
السواد
(
حيث
تتفاعل
الصورة
فيما
بينها
لتتحول
إلى
صراع.
وحده
الراوي
رأى
هذا
الصراع
وسط
السفينة
والمقصود
بها
سفينة
النبي
نوح
(ع)
،
وقد
أكسب
الصورة
علاقة
من
بداية
استهلال
القصيدة
،
ثم
تنطلق
الصورة
الثانية
)
رأيتُ
جناحَ
الغراب
/
أعني
رأيتُ
سوادَ
الجناح). هنا التعريف
اللوني
يفتح
الدلالة
المنفردة
على
قيمة
لونية
مهيمنة
بقوة
أكبر
على
كل
القصيدة
وهي
تستفز
كل
الزوايا
والظلال
والعلامات
الظاهرة
والباطنة
في
طبقات
اللون
.
وصورة
الغراب
تدل
مباشرة
إلى
هذا
المدلول
الصوري
وتتمركز
علاقته
في
جوهر
الصورة
الشعرية
،
لتغذي
دلالته
في
المعنى
فيعمل
التكرار
اللوني
في
الصور
المتعددة
للسواد
على
قيادة
سهم
التشكيل
اللوني
وتوجيهه
نحو
سواد
المكان
وهو
طرف
المعادلة
التي
يتناوب
فيها
سر
طائر
الغراب
وطائر
الحمامة
...
والشبكة
اللغوية
لنسيج
المقطع
الشعري
في
خط
دلالة
المعنى
:
الأسود
والأبيض
،
الحياة
والموت
،
النقاء
والبؤس
.ليتفاعل
هذا
المستقر
اللوني
الأسود
...
سواد
الجناح
:
المأساة
والرعب
،
وهو
يغلف
الموت
ويكسبه
علامة
تحاكي
الأسود
في
تضاد
رمزي
تشكيلي
وهو
الرائي
الذي
قال
ورأى
الحكاية،
فالفعل
البصري
(
رأيتُ
(أضاف
إلى
النص
مكتسبا
دلاليا
أعاد
إنتاج
وحضور
في
الصورة
.
إن
السرد
في
هذه
الجملة
الشعرية)
رأيتُ
(إذ
ينتقل
مشهد
الأنا
للراوي
الشعري
إلى
مساحة
واسعة
من
حياته
المليئة
بالغموض
والأسرار
لتتحول
إلى
حقيقة
...
الفعل
(رأيتُ
) هي
رؤية
وليس
حلما،
والحلم
هو
كابوس
والرؤية
حلم
متحقق
ولا
تتمثل
الرؤية
إلّا
عند الأتقياء
في
صالح
الاعمال
.
وحين
يتحول
العنوان)
الغراب
والحمامة
(
واللون
المخفي
)
سواد
الجناح
)
إلى
مظلة
شعرية
لونية
تحمي
حركة
السرد
ثم
ما
يلبث
فعل
السرد
الشعري
(
رأيتُ
(أن
يتكرر
ويدخل
ليربط
حركة
الصورة
بمشهد
لصالح
الراوي
وهو
يروي
رؤياه
على
تصور
الحال
الذاتية
عبر
بؤرة
المكان
، أي
السفينة
،
ثمّ
يعبّر
الشاعر
أديب
كمال
الدين
بالإشارة
اللونية
المخفية
والظاهرة
عن
معنى
الصورة
وهو
يجعل
من
اللون
الأسود
الخلفية
التشكيلية
الحاوية
للمشهد
الثاني. يقول
الشاعر
في
المقطع
الثاني
من
القصيدة
:
حينَ
عادت
الحمامةُ
بغصنِ
الزيتون
صرخَ
الناسُ
وسط
السفينةِ
فرحين.
لكنَّ
الغراب
سرعانَ
ما
عاد
ليصيحَ
بي
بصوتٍ
أجشّ:
أيّهذا
الشقيّ
لِمَ
رميتني
بالحجر؟
اقتربَ
الغرابُ
منّي
وضربني
على
عيني
فظهرت
الحروفُ
على
جبيني
عنيفةً،
مليئةً
بالغموضِ
والأسرار.
ثُمَّ
نقرَ
جمجمتي
فانبثقَ
الدمُ
عنيفاً
كشلّال.
تتحول
الصفحة
السوداء
بوصفها
الدرامي
إلى
مساحة
تخييلية
منفتحة
انفتاحا
معاكسا
ليكون
للشاعر
: الرسام
أن
يفتح
المجال
الخاص
بالصورة
إلى
غزارة
لونية
مزهوة
بالألوان
يمنحها
الأبيض
المخفي
عبر
الحمامة البيضاء. وفي
المقطع
الشعري
الثالث
من
القصيدة
:
نزلَ
الناسُ
من
السفينةِ
فرحين
مسرورين،
يتقدّمهم
نوح
الوقور
وهو
يتأمّلُ
في
هولِ
ما
قد
جرى.
حاولتُ
أنْ
أوقفَ
شلّالَ
الدمِ
الذي
غطّى
رأسي
ووجهي.
فاقتربت
الحمامةُ
منّي
ووضعتْ
على
رأسي
حفنةَ
رماد:
حفنةً
صغيرة،
مليئةً
بالغموضِ
والأسرار.
في
هذا
النص
متعدد
الدلالات
يمكن
القول
إن
سيطرة
اللون
الأحمر
على
المقطع
الشعري
بشكل
كبير
هي
صورة
المأساة
)
شلّال
الدم
) ،
ذلك أن
الأحمر
رمز
لكل
ما
هو
سلبي
حتى
كأنّ
الأحمر
صار
رمزا
مطلقا
للحالات
المضادة
للحياة
والتفاؤل
والأمل
وبالتالي
صار
رمزا
للقبح
في
الواقع
لتأخذ
الصورة
الشعرية
المجال
التشكيلي
ونموذجها
اللوني
عبر
اللون
الأحمر
.
إذ
تتفتح
أرضية
الهول
وما
جرى
من
هول
على
الشاعر
/
شلّال
الدم
الذي
غطّى
رأسي
ووجهي
/
وهي
تتصاعد
إيقاعيا
ومكانيا
عبر
تقنية
داخلية
على
مغاليق
الحضور
اللوني
:
شلّال
الدم)
لترفع
من
حاسيّة
عمل
اللون
الأحمر
إلى
درجة
الإسهام
في
تحقيق
دراما
لونية
ترسم
صورة
المعنى
في
التشكيل
والجملة
(
شلّال
الدم
يتيح
فرصة
نوعية
للتمظهر
الدرامي
من
خلال
دلالته
لأن
الأحمر
كما
قلنا
هو
رمز
لكل
ما
هو
سلبي
..
ثم
ما
تلبث
(الحمامة
(أن
تدخل
في
إشارة
خاصة
إلى
لون
السلام إذ
تتضاعف
بتطور
الأحداث
في
المقطع
الشعري، وهي
تقود
إلى
الصورة
التعبيرية
وتقترب
من
الشاعر
الراوي
لتضع
الرماد
على
الرأس،
والرماد
يستمد
من
رواسب
ما
تخلفه
النار
.
وهي
فاعلية
لونية
للون
الرمادي
عكست
قيمته
الدلالية
المعنوية
في
وقف
نزيف
الدم.
فالصورة
بدأت
بالدم
(الأحمر
(
مفارقة
للدلالة
المتمثلة
به
المعتمدة
في
أكثر
استخدامات
اللون
الأحمر
.
ويمكننا
في
سبيل
إظهار
الصورة
التشكيلية
لونية
بصريا
في
صورة
موصوف
وصفة
ولون:
الموصوف
الصفة
الممهدة
اللون
شلّال
الدم
الأحمر
حفنة
رماد
رمادي
إن
اللغة
الحمراء
هنا
دليل
على
عنف
المعنى
المكون
للصورة
وعلى
اشتباك
الدلالة
المؤلفة
للتشكيل
حيث
يسهم
الفعل
اللوني
في
دفع
دراما
اللون
الأحمر
على
مساحة
عمل
تشكيلية
تقوم
على
تطور
حركة
الفعل
اللوني
.ثمّ
يأتي
المقطع
الرابع
من
قصيدة
:
الغراب
والحمامة
:
هكذا
أنا
على
هذه
الحال
منذ
ألف
ألف
عام:
الغرابُ
ينقرُ
جمجمتي
فينبثقُ
الدمُ
عنيفاً
كشلّال.
والحمامةُ
تضعُ
فوقَ
جمجمتي،
دون
جدوى،
حفنةَ
رماد!
في
هذا
المشهد
الشعري
دلالات
مزدحمة
في
التشكيلات
اللونية
مباشرة
و
غير
المباشرة
فالوحدات
الصورية
)
الغرابُ
ينقر
/
..
ينبثقُ
الدم
) (
الحمامةُ
تضع
(
تعمل
هذه
المشاهد
في
ظل
نظام
لوني
تشكيلي
يظهر
عمق
التجربة
الشعرية
وكثافة
دلالتها
على
النحو
الذي
يقود
إلى
تطور
بنية
الحدث
الشعري
من
خلال
الإحساس
غير
المباشر
في
اللون
إذ
تتصاعد
حركة
أفعال
السرد
الشعرية
في
المشهد
ليتحدث
الشاعر
عن
حالته: الغرابُ
ينقرُ
جمجمتي
...
في
إطار
المعنى
الحكائي
الذي
يسهم
الثنائي
)
الغراب
والحمامة
(
في
إنتاجه
وتكريس
صورته، واللون
الأسود
المتمركز
في
الغراب
علامة
على
لا
تقل
عن
ما
يحمله
من
مأساة
في
حياة
الراوي
أو
الشاعر
وهو
يصوّرها
:
(هكذا
أنا
على
هذه
الحال
(واللون
المنبثق
الدال
على
الدم
الذي
يتمركز
في
الصورة
تركيزا
تشكيليا
يعمق
مأساة
السواد
الذي
يلقاه
في
الحياة
ويضاعف
عتمة
الصورة
بالإيحاء
غير
المباشر
وينتج
على
نحو
ما
ألوانا
متضادة
، في
حركة
التغيير
ليكون
قادرا
على
تشكيل
النظام
الشعري
الخاص
به
حيث
تحرك
الإيحاء
باللون
الذي
يعد
من
الأساليب
التشكيلية
ذات
القيمة
الجمالية
في
حضور
اللون
بقيمته
المباشرة
ولما
تنطوي
عليه
فعالية
الإيحاء
من
فضاء
مفتوح
لا
تربطه
بحدود
ولون
مصرح
به
ذي
إحالة
دلالية
يمكن
التوصل
إلى
حدودها
بسهولة
بل
يترك
المجال
واسعا
وعميقا
موحيا
لفضاء
التأويل،
ثم
يأتي
التأكيد
على
حياد
اللون
الأبيض
في
نهاية
النص
إذ
يتكرر
الدال
اللوني
بصورتين
مختلفتين
لفظا
ومختلفتين
معنى
)
الغرابُ
ينقر:
الحمامةُ
تضع
)
وهو
يستقر
في
المكان
حتى
تصبح
صورة
المشهد
كاملة
للقاء
الدائري
بصورة
العنوان
)
الغراب
والحمامة
(
لفظا
،
بتشكيل
شعري
متحرك)
غراب
ينقر
في
رأسه
(
.
قصيدة
(الغراب
والحمامة
(تعتمد
كليا
على
توظيف
سفينة
نوح
والمعنى
الحكائي
الذي
بدأ
بالطوفان
،
وصراع
الخير
والشر
،
الموت
أو
الحياة
.
مَن
يريد
النجاة
يركب
في
السفينة
ومَن
يعصي
أمر
النبي
نوح(
ع)
فالغرق
مصيره
،
السلام
مثلته
الحمامة
بغصن
الزيتون
والسواد
مثله
الغراب.
إن
متن
القصيدة
(
حكاية
سفينة
نوح
(
قد
سبق
وأن
تناوله
الشاعر
في
قصيدة
له
بعنوان (
قصيدتي
الأزليّة
(
من
ديوان
)
شجرة
الحروف
(
والتي
يقول
فيها:
هكذا
أُلقيتُ
في
الطوفان:
كانَ
نوح
يهيّئُ
مركبه
لوحاً
فلوحاً
ويُدخلُ
فيهِ
من
كلِّ
زوجين
اثنين.
كنتُ
أصرخ:
يا
رجلاً
صالحاً،
يا
رجلاً
مُبحراً
إلى
الله
خذني
معك.
وإذ
لم
يأبه
نوح
لصيحتي
تسللتُ
إلى
المركبِ:
المعجزة.
وشاهدتُ
مأثرةَ
الحمامةِ
والغراب
بعدما
صعدَ
الموجُ
بنا
كالجبال،
حتّى
إذا
هدأت
العاصفة
وقيلَ
يا
أرض
ابلعي
ماءك،
هبطَ
الكلّ
من
سفينةِ
نوح
فرحين
مُبَاركين
يعود
الشاعر
أديب
كمال
الدين
ليكرر
الموضوع
بصور
أخرى
موظفا
الحكاية
القرآنية
على
النحو
الذي
يجعل
القارئ
يتخيل
شكل
السفينة
والغراب
والحمامة
من
خلال
هذه
القصيدة، و
يمكن
للقارئ
أن
يستفيد
من
هذا
المعنى
المتكرر
في
الحكاية
والصراع
الدرامي
بين
الغراب
والحمامة
،
صراع
الخير
مع
الشر.
إن
الراوي
الشعري
عند
أديب
كمال
الدين
يتحرك
بوصفه
مرآة
عاكسة
للذات
الشعرية
التي
تنفتح
على
فضاء
النص
انفتاحا
حكائيا
يعكس
تجربة
الشاعر
ويؤلف
معناها
.وهناك
ملاحظة
تشير
إلى كون اللون
الأسود
في
شعرية
القصيدة
)
الغراب
والحمامة
(
يستقطب
اهتمام
الشاعر
التشكيلي
ويذهب
فيه
مذاهب
شتى
..
وقد
حاول
أديب
كمال
الدين
الإفادة
من
كثافة
هذا
اللون
في
غلاف
ديوانه
:
الحرف
والغراب
فابتدأ
من
اللون
الأسود
على
غلاف
الديوان
وقد
استثمره
من
لون
(الغراب)
المعروف
سواء
من
قيمته
التعبيرية
المباشرة
أو
غير
المباشرة.
وقد
ركزنا
في
هذه
الدراسة
على
المنطقة
الأعمق
والأقصى
في
استثمار
الألوان
من
قيمتها
المباشرة
وغير
المباشرة
وما
يمكن
أن
تحققه، والتضاد
اللوني
بين
الأسود
والأبيض
حيث
استهل
به
الديوان
وقدم
فيه
رؤية
متميزة للفضاء
اللوني
عمقت
صورة
الموصوف
عبر
كثافة
دلالية
لا
متناهية
تشتغل
في
أكثر
من
محور
.
..............................................................
هوامش
•
اللغة
واللون
،
أحمد
مختار
،
ص
138
•
التصوير
الملون
ص
415
•
الشعر
الحر
في
العراق
منذ
نشأته
1958
يوسف
الصائغ،
اتحاد
الكتاب
العرب
2006
•
في
نظرية
العنوان
، د.
خالد
حسين
،
دار
تكوين
،
دمشق
2008
ص
167
•
إيقاع
اللون
في
القصيدة
العربية
الحديثة،
د.
علوي
الهاشمي
،
ص
146