عفيفة اسكندر
شعر: أديب كمال
الدين
1.
ماتتْ تلك التي شكتْ لوعةَ الفراق
وأرادتْ من الله
أن يبيّنَ الحوبةَ في المفارقين حبيباتهم
والغائبين.
ماتتْ وهي تغنّي
من شاشةِ تلفزيونِ بغداد
مثل لُعبةٍ كبيرةٍ جميلةٍ دون روح
تماماً دون روح مثل بغداد:
مدينة المُتخَمين والمُعدَمين والأرمن
واليهود،
مدينة الملاهي والباراتِ والكنائس والمساجد،
مدينة المعتزلةِ والمتصوّفةِ والملاحدة.
2.
لم يستجب الله - بالطبع - لأغنيتِها الجميلة،
فلم تظهر الحوبة
على المفارقين والغائبين أبدا
وبقوا كالأشباحِ سعداء أبدا.
لكنَّ المطربةَ غنّت الأغنية
لسبعين عاماً أو تزيد
شاكيةً لوعة الفراقِ المرّ
للملكِ المسكينِ وقاتله،
ثُمَّ للزعيمِ: مُنقذِ الفقراءِ وقاتله،
ثُمَّ للطاغيةِ: مشعلِ الحروبِ وقاتله.
هكذا بقيتْ تغنّي أغنيةً عذبةً
دونَ روح
حتّى فارقتْها الرُّوح!
************************
عفيفة اسكندر مطربة
بغدادية ذائعة الصيت. قدّمت عدداً
كبيراً من الأغاني على امتداد
عمرها الذي تجاوز التسعين عاماً،
واشتهرت بأغنية (أريد الله يبيّن
حوبتي بيهم. أريد الله على الفرگة
يجازيهم)!
|