1.
سقطتْ دمعةُ
الشاعرِ على الورقة،
فرأى فيها إخوةَ
يُوسُف
وهم يمكرون
ويكذبون،
ورأى دمَ الذئب
ورأى أباه شيخاً
وحيداً يتمتم:
يا أسَفَى على
يُوسُف، يا أسَفَى.
ثُمَّ نظرَ مرّة
أخرى
فرأى نارَ
إبراهيم،
ورأى صليبَ
المسيح،
ورأى الموتى
ينهضون،
والعميان
يتشبّثون
ببعضهم، يصرخون.
ثُمَّ رأى موسى
يعبرُ بحراً من
الرعبِ والموت
ورآه وهو يقولُ:
ربّي.
فَيُقالُ له:
لنْ تَراني،
انظُرْ إلى
الجَبَل
فإن استقرَّ
مكانَه
فَسَوفَ تَرَاني.
2.
هكذا في دمعةٍ
واحدة
رأى الجبلَ
ينهدُّ هدّاً
وموسى يستغيثُ:
أنا أوّلُ المؤمنين.
ثُمَّ رأى عَاداً
وثَمُود
ورأى أصحابَ
الأخدود
ورأى صحارى محمّد
وأصحابه عند بدر
ثُمَّ رأى رأسَ
الحسين
يُحْمَلُ فوقَ
الرماح،
فوقَ خيولِ
الخوَنَة
لِيُنقَلَ بين
مدن الكَفَرَة الفَجَرَة.
3.
هكذا في دمعةٍ
واحدة
أضاءتْ له الدنيا
جميعاً.
فاحتارَ الشاعرُ
كيفَ يبدأُ، كيفَ يقول
ثُمَّ رأى أن
يصفَ المشهدَ ليس إلّا!
|