1.
قالَ الحرفُ الحكيمُ للنقطةِ الشاعرة:
تعالي إليّ!
فأجابت النقطة:
بل أنتَ تعال إليّ!
قالَ الحرفُ:
إن جئتكِ عشقتك
وأصبحتُ ساحراً،
وأنا لا أحبُّ السِّحر.
فأجابت النقطة:
إن جئتكَ ذبتُ فيك
وأصبحتُ نبيّةً،
والنُبُوّة لا تصلحُ للنساء!
2.
قالَ شاعرُ الملوكِ الظَلَمةِ للشاعرِ الفقير:
انظرْ إليّ: لقد ضحكتُ من الملوك
وبنيتُ بدنانيرهم قصراً عظيماً
وضحكتُ من الناس
حينَ أوهمتهم أنّني مِن الثائرين.
فردّ الشاعرُ الفقير:
أمّا قصرك
فعمّا قريب ستموت
وستسكنهُ من بعدكَ الغربان،
وأمّا ذكراكَ عند الناس
فستتحوّلُ إلى شتيمة
تخفقُ في الهواء
مع رفّةِ
كلِّ جناحِ غُراب!
3.
قالَ الشاطئُ للبحر:
أما تعبتَ من السفرِ طوال الدهور؟
أما آنَ لأمواجكَ الزرق أن ترتاح
بين يديّ قليلاً؟
أما تعبتَ مِن هذا المكتوب؟
فأجابَ البحر:
لستُ بطالبِ راحةٍ أبداً.
لو أردتها لنمتُ بين يديك
منذ آلاف السنين
إلى أن يضمحلَّ لوني
وتنهارَ أشرعتي وأسطورتي.
لكنّه السفر،
لكنّه المجهول،
يا صديقي، وشقيقي، ورفيق الشموس.
|