1.
صديقي الذي جمعَ الدنيا في حروفٍ ثلاثة
كانَ دليلي الوحيد
حينَ سقطت الشَّمسُ وسطَ الصحراء،
فصارَ عليَّ لكي أرى
صاحبي وطريقي
أن أجمعَ شظايا الشَّمس
قطعةً قطعة.
وصارَ عليه
أن يتماسكَ وسطَ الظلام
ويكون أخي ودليلي.
2.
قلتُ له:
يا مَن بدأتَ بالحاء
كيفَ يمكنُ أن نجمعَ شظايا الشَّمس
ونحن لا نجيدُ الرمايةَ ولا التدليس
ولا مدحَ السلطان
ولا الرقصَ عند باب إبليس؟
3.
قلتُ له:
يا مَن توسّطتَ بالسين
كيفَ يمكنُ أن نجمعَ شظايا الشَّمس
وقد مدحنا الحاء
دونما أملٍ أو رجاء؟
فحين مدحنا حاءَ الحُبّ
نلنا حاءَ الحرب،
وحين مدحنا حاءَ الحرّيّة
نلنا، بكرمٍ أسطوريّ، حاءَ الحقد
لنبكي مثل طفلين ضائعين
عند بابِ السوق.
كيف
وقد ضاقتْ علينا الأرض
وامتلأتْ حقائبنا بالمنافي والبرد؟
4.
لم تبقَ لنا سوى النون
يا مَن تختّمتَ بالنون!
هي نون نهرٍ
يتألقُ وسطَ الظلام،
يتألقُ في كلِّ ليلة
ربّما ليغرقَ في كلِّ ليلة.
وهي نون أغنيةٍ تبزغُ
منذ بدءِ القصيدة،
أغنية جمعتْ لغةَ الياءِ والسين
إلى رقّةِ التينِ في القلبِ والياسمين.
قلتُ له:
تمسّكْ بها واستعنْ!
علّها تكون المعين لنا
وسطَ زمجرةِ البحر،
علّها تعلّمنا كيفَ نرقص
ذاتَ يومٍ
مثل الدراويش على بابِ بغداد
أو علّها تعلّمنا
كيفَ نجمعُ شظايا الشَّمس
حينَ يصطادنا الموت،
ولابدّ أن يصطادنا الموت
يا أخي ودليلي!
|