قصيدتي الصَبيّة

شعر: أديب كمال الدين  

 

   (1)

وضعت القصيدةُ رأسها ما بين ركبتيها

وبكتْ كأيّ صَبيّة.

فكّرتْ: كيف ستعلن عن أسرارها؟

هل سَتُمجّد البحر؟

سوف تُتهم بالطبيعيّة!

هل سَتُمجّد النار؟

سوف تُتهم بالمجوسيّة!

هل سَتُمجّد الحبّ: أقماره وغواياته؟

سوف تُتهم بالإباحيّة!

هل سَتُمجّد الحرف

وترقصُ في سحره كالدراويش؟

سوف تُتهم بالحروفيّة!

هل سَتُمجّد الشرّ؟

سوف تُتهم بالشذوذ!

هل سَتُمجّد الله؟

سوف تُتهم بالتصوّف!

 

 (2)

ما الذي ستفعله هذه الصَبيّة؟

لم تكنْ تعرف شيئاً سوى الدمع.

وضعتْ رأسها ما بين ركبتيها

وبكتْ من جديد!

 

(3)

استمرَّ بكاءُ القصيدةِ ألفَ عام

حتّى تحوّلتْ إلى ملاكٍ عجيب

طارَ فوقَ البحر والنار،

طارَ فوقَ الحبّ: أقماره وغواياته،

طارَ فوقَ الحرف راقصاً كالدراويش،

طارَ فوقَ الشرّ والحقد،

طارَ فوقَ المحبّة.

 

(4)

استمرَّ صعود القصيدةِ ألفَ عام.

وكانَ الذي قالَ: (كنْ فيكون)

ينظرُ إليها سعيداً

سعيداً تماماً

مثلما أمّ موسى

وقد رُدّ إليها ابنُها

بعدما كادَ يغيّبه البحرُ والدهر

إلى يوم يُبْعَثون!

جميع الحقوق محفوظة

All rights reserved

الصفحة الرئيسية