من بين طينٍ وعشق
(إلى الشاعر الكبير العارف بشموس الحرف أديب كمال الدين وقد أطلعته على محنتي)
ما عادتِ الأجراسُ البيضاءُ في الطرق ِالمأهولةِ
تَسْتشعِرُ وَجعَ الشَّمع ِ،
وخَطوَ السالكِ العالق ِفي الطِّين ِ. .
. . . . . . .
كمْ دَورة ً تحتاجُها عربةُ الشمسِ لتعبرَ منزلاً
مسخَتْه السيولُ ،
وَصَبغتْ نوافذَه بالعسل ِالمرِّ ؟!!
متى يؤوب الغراب ،
وتُضاءُ
مصابيحُهُ ..؟
حين يُفضُّ اشتباكُ الأزرار،
ويَكفُّ النهرُ الرَّماديُ عن اللُهاث؟
رُبَّما . .
حين تصومُ التلالُ عن اشتهاءِ الفاكهةِ،
والبهجة ُعن التواصلِ ،
والرغباتُ عن ابتكار تينِها السَّاخن ِ..؟
رُبَّما . .
رُبَّما سيصحو العِشقُ في النهايةِ
بعيداً عن فراديسِ اللذةِ الآثمة . .
. . . . . . . . .
أيةُ محنةٍ هذه ؟!
أنْ تعرفَ ، و لا تعرفَ في آنٍ واحد !!
. . .
. . قد تتسعُ الرُّوحُ لانسكابِ أجنحةٍ
من فِضةِ الملكوتْ ،
وتتلألأ ُشجرة ُوجهيَ في الظلام
قد تعودُ المنازلُ مساءً
بمؤونةٍ كافيةٍ من الأرصِفَة ..
لستُ متأكداً ..
لستُ متأكداً بعدُ من لهفةٍ
تحطُّ على كتفيَّ ،
تشبكُ أصابعَها حولَ رقبتي
تؤرجحُ نديفَ شفتيها على أذنيّ
وتُشعلُ حرائقَها القارِسَة !
أُصغي ،
فأطلقُ قدمينِ لاهثتين ِ
ولا أعودُ بغيرِ رائحةٍ ذابلة ،
ولا أستجيرُ ،
ولا أقبضُ أغصاني ،
و لا أُبدلُ جسداً
تخسرُ ، باستمرار ، جرارُه المثقوبة ُ زيتَها ..
ولا يستريحْ !
. . . .
ربَّما . .
حين تبدأ الكلماتُ ثورتَها،
وترفعُ الرغباتُ المسعورة ُانكسارَها ،
وتغتسلُ تلالُ الروحِ ، عند حافةِ البحرِ ..
تتقاطرُ
فوانيسُ
غيمةٍ
ما
على
سالكٍ
عالقٍ في الطين.
نُشرت القصيدة في موقع شهريار بتاريخ 2- 5 - 2011