موقف
الباب
شعر:
أديب كمال الدين
أوقَفَني في موقفِ الباب
وقال: البابُ أبوابٌ يا
عبدي.
هناكَ بابٌ للفجر
وبابٌ للمغرب.
ثُمَّ بابٌ للدمعة،
والصرخة،
والسكّين.
ثُمَّ باب السؤال،
والمُحَال.
ثُمَّ باب الخَمرة.
ثُمَّ باب التوبة.
ثُمَّ باب الجوع،
والفقر،
والحرب.
ثُمَّ باب الموت.
ثُمَّ باب الحِساب،
فالمَسرّة،
فالحبيب.
ثُمَّ باب النجاة.
ثُمَّ باب السَكينة.
ثُمَّ باب السَلام.
ثُمَّ باب الشوق.
ثُمَّ باب الانتظار.
ثُمَّ باب السأم،
فالعدم،
فالعبث،
فالهلاك.
ثُمَّ باب الصبر.
ثُمَّ باب الجَزع
والهلع،
والمرض،
والحاجة.
ثُمَّ باب التيه
فالجنون.
ثُمَّ باب الزمان
فالغيبة.
ثُمَّ باب السُلطان
والامتحان
والنسيان.
ثُمَّ باب العِرفان.
ثُمَّ باب النقطة.
ثُمَّ باب الحرف.
ومادمتَ قد اخترتَ بابَ
الحرف
فستقودكَ إلى أبوابي
جميعاً.
فالحرفُ خُلِقَ من بابِ
الشوق
فانتهى إلى بابِ الحبيب.
ثُمَّ انتهى إلى بابِ
الدمعة
ثُمَّ إلى بابِ الخمرة
ثُمَّ دخلَ في بابِ الهلاك
وهو يحسبُها بابَ النجاة.
وإذ زلزلتُ الأرضَ به،
خوفاً عليه وَحُبّاً به،
طرقَ بابَ الجزع
ثُمَّ بابَ الهلع
ثُمَّ بابَ العِرفان
عِبْرَ باب السَكينة،
وهو لا يعرف أنْ لا سَكينة
إلا مِنّي وبي.
فإنْ تركتُه تلقّفتْه
السكّينُ فذبحتْه
أو تلقّفَه السؤالُ
فَزلْزلَه
أو تلقّفَه السأمُ فألقاهُ
في أسفل سافلين.
All rights reserved
جميع الحقوق محفوظة