موقف كربلاء
شعر: أديب كمال الدين
أوقَفَني في موقفِ كربلاء
وقالَ لي:
يا عبدي
امشِ خلفَ الرماح
امشِ خلفَ رأس أبيك
المحمولِ على الرماح.
أنتَ الناجي الوحيد
وسطَ نساء يبكين بدموعٍ ثِقال
والجندُ يرقصون طرباً رقصةَ
الذهب،
وروحُكَ ترقصُ معهم
رقصةَ العطشِ والرُّعبِ
والتعب.
أنتَ الناجي الوحيد
بين جَمْعٍ عجيب
تحدّقُ مذهولاً في زرقةِ
الكون
وتستنجدُ بكلماتي التامّات
لأنظر إلى محنتِكَ التي بدأتْ
في كربلاء
وانتهتْ إلى كربلاءات.
تصيحُ: أغثْني، إلهي، أغثْني.
فأقول:
كم تمنّيتَ أن يكونَ رأسُكَ
فوق الرماح
وليس رأس أبيك.
كم تمنّيتَ أن تستبدلَ ألماً
بدم،
وذلّةَ الأصفاد
بشموخِ الرمح
والملائكة حافيّن بالرأس.
كم تمنيّتَ
يا مَن سأنصرهُ إلى أبد
الآبدين
يا مَن سيقضي السِّنين
ساجداً وسطَ بحرِ الأنين.
كم تمنيّتَ كم!
|