رسالة
الحرف إلى حبيبته النقطة
حبيبتي:
أيتها النقطة،
أيتها الحمامة،
أيتها الصخرة الملقاة على حافةِ النهر،
أيتها الوردة الطيّبة،
أيتها الابتسامة اللذيذة كقيمرِ الصباح،
أيتها الدمعة: اللؤلؤة،
كيف أجدكِ الليلة؟
بحثتُ عنكِ طويلاً طويلاً
في كتبِ اللغة،
ودواوين العشقِ والوصال،
وفي معجزاتِ الأنبياء والأولياء،
وفي قصصِ الغرقى والمشرّدين والأدعياء.
بحثتُ عنكِ في الشوارعِ الخلفيّة،
والبيوتِ المظلمة،
وعلى موائد الضائعاتِ واللئامِ والأيتام.
بحثتُ عنكِ
في شواطئ البحرِ الأسودِ والأصفرِ والأحمر،
وضفافِ الأنهارِ الحيّةِ والمنقرضة،
وفي أجنحةِ الملائكةِ المُنزَلين،
وفي قماقم الجنِّ المحبوسين،
وفي وحشةِ الجبالِ والعزلةِ والينابيع.
بحثتُ عنك
في أدويةِ الأطبّاء،
وإشاراتِ السحرة،
وطلاسم المشعوذين.
بحثتُ عنك
في أمواجِ اللوحات،
وفي زرقةِ المعابدِ والجسورِ والحانات،
وفي وجعِ الليلِ والفجرِ والنهار.
نعم،
يا حبيبتي
بحثتُ حتّى وهنَ العظمُ منّي
واشتعلت الروح.
لكنّ الأملَ لم يزلْ على قيد الأمل
رغم بريق الصواعق
وزلزلة الأمطار
وصيحات السكاكين.
الأمل الذي يغنّي لي كلّ ليلة:
ربّما سأجدكِ أيتها النقطة
ذات ليلة،
ربّما سأجد أثرك،
وربّما ستجدين بقاياي!
جميع الحقوق محفوظة
All rights reserved